/ الفَائِدَةُ : (55) /

20/04/2025



بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / آيات اللَّـه النَّاطقة حقائق أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ / يجدر الْاِلْتِفَات : أَنَّ رأس هرم آيات اللّٰـه النَّاطقة حقائق أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ، لا سيما طبقاتها الصَّاعدة في عَالَم السَّرمد والأَزَل ؛ عَالَم الأَسماء والصِّفات الإِلٰهيَّة ، المُعبَّر عنه في بيانات الوحي بـ : (عنده). وهذا ما تُشير إِليه بيانات الوحي ، منها : أَوَّلاً : بيان أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : «... الإِمام ... آية اللّٰـه ...»(1). ثانياً : بيانه صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَيضاً : «... لا تسمُّونا أَرباباً وقولوا في فضلنا ما شئتم ؛ فإِنَّكم لن تبلغوا من فضلنا كُنْه ما جعله اللّٰـه لنا ، ولا معشار العشر؛ لأَنَّا آيات اللّٰـه ودلائله ...»(2). ثالثاً : بيان الإِمام الصَّادق صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : «... ونحن الآيات ، ونحن البيِّنات ...»(3). رابعاً : بيان تفسيره صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : «... قوله عَزَّ وَجَلَّ : [وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ * حَتَّى إِذَا جَاءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمَّاذَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ](4) قال: الآيات أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ والأَئِمَّة عليهم السلام ...»(5). ودلالة الجميع واضحة . وهذه القضيَّة لا يقبل أَنْ يفهمها ويميِّزها الوهابيَّة والسَّلفيَّة وَمَنْ جرىٰ على شاكلتهم ؛ فإِنَّ الآية الإِلٰهيَّة ضرورة للمعرفة الإِلٰهيَّة والتَّوحيد ، وبدونها يحصل : إِمَّا تعطيل معرفة الذَّات الإِلٰهيَّة الأَزَليَّة المُقدَّسة ، أَو الشرك ، أَو التشبيه ، وَلَا مفرَّ من هذه الثلاثيَّة ، وَمِنْ ثَمَّ اِرْتَطَمَ على مرِّ الدُّهور الماضية والأَزمان الخالية مَنْ لم يتمسَّك ولم يستعن بمسلك الآية ـ وهو التَّوحيد الحقيقي ـ بأَحد هذه الثَّلاثة كما يرتطم الحمار بالطين. وبالجملة : قِوَام التَّوحيد : التَّمسُّك والتَّوجُّه بالآيات الإِلٰهيَّة ، وبدونها لا يقوم للتَّوحيد قائمة وَلَا عين وَلَا أَثَر ، ومن ثَمَّ كانت أَوَّل آية في القرآن الكريم وَأَعظمها : آية البسملة ، بل أَوَّل حرف فيه وفيها هو : (بَاءُ الْاِسْتِعَانَة). ومنه يتَّضح : أَنَّ مصاديق الْاِسْتِعَانَة وأَفرادها وإِنْ كانت مُستحبَّة ، لكنَّ أَصلها واجبٌ ، کحال سائر الفرائض والواجبات الدِّينيَّة ، كـ : (زيارة المعصوم عليه السلام)؛ والشَّرعيَّة ، كـ : (الصَّلاة) ؛ فصلاة الظهر ـ مثلاً ـ وإِنْ كان أَصل طبيعتها واجبة على الُمكلَّف لكنَّ إِيقاعها والإِتيان بها في الزَّمان والمكان والمصداق الأَوَّل أَو الثَّاني أَو الثَّالث وهلمَّ جرّاً ليست بواجبةٍ ، وبعضها مستحبَّة . فالتفت . وصلى الله على محمد واله الاطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار، 25: 169/ح38. (2) المصدر نفسه، 26: 1ـ7/ح1. (3) المصدر نفسه، 24: 303/ح14. كنز الفوائد: 2ـ 3. (4) النمل: 83 ـ 84. (5) مختصر البصائر: 152 ـ 153/ح118 ـ 18. تفسير القمي، 2: 130 ـ 131